Berghout, Abdul Aziz (2016) مقاربة حضارية لتجديد التعليم الإسلامي المعاصر: تخريج القيادات وتنمية قدرات الإبداع والإبتكار. In: The 1st International Conference on Islam & Contemporary Issues in The Islamic World: Challenges & Way Forward (ICIC-2016), 5th-6th Dec. 2016, Kuala Lumpur. (Unpublished)
PDF
- Accepted Version
Restricted to Repository staff only Download (687kB) | Request a copy |
|
PDF
- Supplemental Material
Restricted to Repository staff only Download (294kB) | Request a copy |
Abstract
تعالج هذه الورقة قضية غاية في الأهمية بالنسبة للعالم الإسلامي المعاصر وهي ضرورة تفعيل دور الإسلام في مختلف شؤون الحياة ليسترجع حيويته وفعاليته الحضارية. والعالم الإسلامي المعاصر يحاول منذ قرون العودة إلى ساحة التحضر والتنمية والعمران الشامل وفقا لمنظومة قيمه العليا، ورؤيته الحضارية، وارثه التاريخي والتراثي والحضاري الغني، ومخزونه الراهن من التجارب والتحديات، وواقعه الحالي. والمحاولات في هذا المجال متكررة ودارجة في كثير من بلدان المسلمين بحثا عن الإنطلاقة الحضارية التنمةوية المعاصرة التي تفضي إلى التقدم والحركية الحضارية. وهنا يأتي دور الإسلام في حل قضايا العالم الإسلامي وتوجيه طاقاته للتحضر والعمران. وعليه فإن السؤال المحوري هنا هو: كيف سيؤدي الإسلام دوره التنموي الحضاري في واقعنا المعاصر؟ وكيف يحل مشكلات العالم الإسلامي المتعددة والمتشابكة؟ وبعبارة أخرى كيف سيوجه الإسلام العالم الإسلامي -بوصفه كيانا حضاريا متنوعا ومتعددا في الثقافات، واللغات، والأجناس، والإثنيات، وحتى الأديان في بعض هذه المجتمعات الإسلامية- إلى التنمية الحضارية المستدامة مسترجعا بذلك زمام المبادرة التاريحية مرة أخرى ليؤدي رسالة أساسية في إنقاذ ذاته ومجتمعاته وحضارته هو أولا، والإسهام في إنقاذ الحضارة الإنسانية الراهنة من الإختلالات والمشكلات الأخلاقية والفكرية والقيمية والثقافية ثانيا؟ ومن ثم تحاول هذه الورقة تقديم بعض المداخل المنهجية الضرورية لتحديد المقاربة المناسبة لتفعيل دور الإسلام في حل القضايا المعاصرة للعالم الإسلامي. وتتسأل عن أي المداخل أو المقاربات المنهجية الأقرب إلى معالجة مشكلات العالم الإسلامي المتعددة والمتشابكة؟ هل هي المقاربة السياسية؟ أو التربوية التعليمية أو الثقافية أو الاجتماعية أو العلمية أو الصناعية أو الاقتصادية المادية أو المقاربة الدينية الأخلاقية القيمية؟ ومن أجل الإجابة العلمية عن التساؤل المحوري تتبنى هذه الورقة المقاربة الحضارية في النظر إلى مشكلات العالم الإسلامي وإلى الرسالة والأدوار المنوطه به في هذه اللحظة التاريخية. والمقاربة الحضارية تأخذ بعين الإعتبار كل المقاربات الجزئية المذكورة أعلاه وفق نموذج للتحليل يربط بينها، ويحدد وظيفة ودور كل واحدة منها في نسق التحليل الجضاري الكلي للمشكلات من أجل تقديم التحليل والتوجيه المطلوب للقضايا المعروضة على بساط البحث والإختبار. والمقاربة الحضارية بطبيعتها تركز في موضوع الإنسان والتعليم والمعرفة والثقافة والمنهجية والقيم والأخلاق والإبداع والإبتكار بوصفها المفاتيح الأساسية لتفعيل دور الإسلام في حل مشكلات العالم الإسلامي. ولكن وفق المقاربة الحضارية كل الموضوعات السابقة لا تحلل بالشكل الصحيح بمعزل عن العوامل الأخرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والبيئية والتقنية والتكنولوجية والعلمية...وغيرها. وخلصت الورقة إلى أن المقاربة الحضارية -التي تتخذ من الإنسان مدخلا لأي تحليل لدور الإسلام في حل المشكلات- ضرورة حيوية لفهم مشكلات العالم الإسلامي وحلها. فمدار المقاربات الجزئية كلها يجب أن تصب في تحديد موقع الإنسان ودوره في الفعل الحضاري. فمن مفتاح الإنسان تتحدد مختلف الإحدثيات والعناصر الأخرى التي لها أثر في تحليل المشكلات وحلها. فسواء نظرنا في القضية السياسية أو الاجتماعية أو الأسرية أو الثقافية أو الدينية أو الأخلاقية أو العلمية أو التقنية أو العسكرية أو البيئية أو التكنولوجية أو الصناعية أو الاقتصادية أو المالية...فمردها كلها في التحليل النهائي للإنسان بوصفه المشكلة وبوصفه الحل كذلك. كما أكدت الورقة بإن جعل الإنسان محورا للتنمية المستدامة يقتضي بالضرورة تجديد التعليم ومناهجه وجودته وعملياته ومخرجاته. وهذا التجديد للتعليم بمفهومه الحضاري يحتاج إلى مقاربة حضارية أعمق تأخذ بعين الإعتبار منظومة العقيدة والشريعة ومنظومة القيم والأخلاق، ومنظومة المعرفة والعلم، ومنظومة الثقافة، ومنظومة الإبداع والإبتكار، ومنظومة العمران والتحضر، ومنظومة السياسة والحكامة، ومنظومة التقنية والتكنولوجيا، ومنظومة الاتصال والتواصل، ومنظومة الاقتصاد والمال، ومنظومة العدل والحق، ومنظومة الدين...كلها مفاهيم أساسية في المقاربة الحضارية لمعالجة مشكلات العالم الإسلامي ودور الإسلام في حلها.
Actions (login required)
View Item |