Arif, Arif Ali, ed.
(2011)
قضايا معاصرة في أصول الفقه = Qadhaya mu'asirah fi usul al-fiqh.
IIUM Press, Kuala Lumpur.
ISBN 9789670225777
Preview |
|
PDF (قضايا معاصرة في أصول الفقه (Qadhaya mu'asirah fi usul al-fiqh))
- Published Version
Download (328kB)
| Preview
|
Abstract
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه إلى يوم الدين. أما بعد،
فأشكر الله سبحانه وتعالى على ما منَّ علينا بنا من نعمة الإيمان به وبما أرسله من الهدى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ونحمده على ما منح عباده من نعمة العقل الذي يميز به الإنسان من مخلوقاته الأخرى. ونشكر الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لإتاحة محاضريها فرصة خدمة معارف الوحي والعلوم عن طريق تدريسها لطلابها والقيام بالبحوث العلمية في مجالات مختلفة خصوصا لبرنامجها الخاص المسمى بمخيم العلوم والفضائلKnowledge and) (Virtue Camp الذي عن طريقه قد شجعت الجامعة الإسلامية محاضريها على نشر بحوثهم العلمية وذلك تحقيقا لهدف سامي وهو جعل هذه الجامعة جامعة بحثية في أقرب وقت ممكن. فاغتنم قسم الفقه وأصوله هذا البرنامج فرصة ذهبية لنشر عدد من الكتب التي تحتوي على بحوث علمية كتب معظمَها محاضرو هذا القسم. منها هذا الكتاب في أصول الفقه الذي وردت فيه سبعة بحوث تشتمل على أفكار متطورة في هذا المجال.
كتب الدكتور يونس صوالحي ثلاثة منها:
الأول بعنوان: "الفكر الحداثي ومحاولات تفكيك النص الشرعي: النص النبوي نموذجا". اتضح من هذا البحث أن للحداثيين مشكلة مع الدليل النقلي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية حيال قراءتهم لهما قراءة تفكيكية. وتبينت كذلك هشاشة المنهج التفكيكي لأنه يطبق مبادءه في حقل مختلف تمام الاختلاف عن الحقل الذي نشأ فيه. واتضح أيضا أن هناك عوامل تمنع من تطبيق الهرمونيوطيقة على النص النبوي. ومن أهم هذه العوامل هي نسبية المنهج الهرمونيوطيقي وإطلاقية النص النبوي، ولا يمكن للنسبي أن يكون حاكما على المطلق كما يقر الحداثيون أنفسهم. ومنها تحرر النص النبوي بوصفه وحيا عن قيود الزمان والمكان، بينما يقتضي التفكيك التأكيد على تاريخية النص النبوي ووجوب دراسته في إطاره الزماني والمكاني. وقد استنتج الباحث من هذا كله أن الحداثة فشلت في إحياء التراث كما عجزت عن قراءة النص الديني على العموم والنص النبوي على الخصوص قراءة إيجابية، وبالتالي فشلت في إحداث التطور المنشود.
والبحث الثاني عنوانه: "جدلية الفقهي والدعوي في العمل الإسلامي المعاصر." وقد توصل الباحث إلى أنه لا يجب أن يكرس الفصل بين الداعية الواعظ والداعية الفقيه. فالأصل في الداعية أن يكون عالما فقيها والاستثناء أن يكون العكس. ولابد للدعاة أن يتمرسوا على فقه الواقع حتى يعرفوا التناغم بين الأحكام الشرعية والظروف الزمانية والمكانية.
والبحث الثالث عنوانه: "العرف الأصولي: دراسة أصولية اجتماعية." خلص البحث إلى أن العرف قضية اجتماعية وعليه يجب عدم إهمال آليات البحث الاجتماعي خصوصا في المجتمعات المركبة. ويمكن استخدام منهج دراسة الحالة المتبع في علم الاجتماع لاستقراء انتشار العرف وحدود تأثيره في المجتمعات. إن العرف الأصولي نأى بنفسه عن الخوض في طبيعة المجتمعات التي ينتشر فيها العرف ولم يشغل نفسه بالظروف الاجتماعية التي تولّد الأعراف. فانحصر دور الفقيه في إقرار الأعراف التي فرضت نفسها على المجتمع، وهذا الأمر يجعله تابعا، لا متبوعا. ولتوسيع دور الفقيه في مجال الأعراف، يجب عليه أن يبادر في نشر أعراف جديدة وعدم الاكتفاء بإقرار الأعراف السائدة، وهذا ما يؤيده الحديث النبوي الشريف: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة."
وقد كتبت الدكتورة غالية بوهدة بحثين: أولهما بعنوان "الاجتهاد في السنة النبوية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية: دراسة تحليلية تطبيقية معاصرة." أسهمت هذه الدراسة إسهاما في إثراء بعض مباحث الموضوعات التي يقوم عليها علم مقاصد الشريعة الإسلامية؛ ولعل أظهرها مبحث مسالك الكشف عن المقاصد باعتبار أن السنة في نصوصها تمثل مسلكا أساسيا في ذلك والذي تضيفه هذه الدراسة هو بيان المقومات النظرية والتطبيقية لهذا المسلك من خلال ما ثبت في مناهج تعامل أئمة الاجتهاد مع السنة في ثبوتها وفهمها وتنزيلها. وقد تناولت هذه الدراسة أيضا من خلال مباحثها أمثلة تطبيقية في مراعاة مقاصد الشريعة في كل أبعادها من خلال الاجتهاد في السنة؛ فأوردت منها القديم والمعاصر لبيان كيفية استثمارها في حل قضايا العصر ومستجداته بمنهج قويم.
وثانيهما بعنوان: "نظرات في مجالات تجديد علم أصول الفقه." أثبتت الدراسة أن التجديد في أصول الفقه مشروع. ولهذا التجديد نوعان من المجالات؛ أولهما المجالات العامة التي لا تختص بمبحث معين أو مسألة معينة، بل بكل مباحث علم الأصول لأن التجديد فيها يخدم كل مباحثه أو الغالب منها؛ وثانيهما المجالات الجزئية التي تختص ببعض المسائل الجزئية المتفرقة.
وأخيرا كتبت الدكتورة حليمة بوكروشة بحثين: أولهما بعنوان: "محددات الشخصية الإبداعية عند الإمام الشافعي." توصلت الباحثة إلى أن شخصية الإمام الشافعي الإبداعية ساهمت في صياغتها محددات موضوعية منها: شرف النسب، وخصائص العصر العلمية، ومحنة الإمام الشافعي مع السلطان. كما ساهمت في صياغتها محددات ذاتية منها: شغفه بطلب العلم، ونبوغه المبكر، وطلب العلو في العلم، والعقلية النقدية الإبداعية، والقدرة على المناظرة، والمعرفة الموسوعية، وتمسكه بقيم الاجتهاد وأخلاقياته.
وثانيهما بعنوان: "رسالة الإمام الشافعي: بحث في دواعي التأليف." خلص البحث إلى جملة من النتائج أهمها أن السبب المباشر لكتابة الرسالة كان بناءً على طلب عبد الرحمن بن مهدي، غير أنه انضافت إلى هذا السبب رغبة من الإمام الشافعي في معالجة القضايا المنهجية التي أثيرت في عصره، والتي كان أهمها قضية المرجعية التشريعية التي تناولت: مفهوم النص الشرعي، وحدود حجية السنة، ومنهج التعامل مع القرآن الكريم، ومنهج التعامل مع السنة النبوية عموما وخبر الآحاد على وجه الخصوص.
والمحرر يشكر الباحثين كلهم لاشتراكهم في كتابة هذه البحوث القيمة المفيدة للباحثين الآخرين وطلاب أصول الفقه والانتفاع من آرائهم المتطورة في مجال علم أصول الفقه.
Actions (login required)
|
View Item |