Kotob, Mohamad Saleh and Badi, Jamal Ahmed Bashier
(2022)
نشأة الدولة الحديثة: دراسة تحليلية للتاريخ والفكر السياسي.
Al Hikmah.
E-ISSN 2637-0581
(In Press)
Abstract
إن الدولة الحديثة اليوم من المسلمات السياسية حيث صار العامل مقسماً إلى 193 دولة، تزيد أو تنقص، وقد اختفت الأشكال السياسية الأخرى. ورغم كثرة ما كتب حولها والاهتمام التي حظيت به هذه المؤسسة السياسية إلا أنّ العلماء والمختصين لا يملون من الاعتراف بصعوبة تحديد أصول ونشأة الدولة الحديثة. فمن المفيد البحث عن أصولها وأحداث نشأتها تاريخياً. ومن أجل أن تكتمل الصورة، يحسن النظر كذلك في تطور الفكر السياسي حول الدولة الحديثة ومحاولة مقارنة وربط الأحداث التاريخية بتطور المواضيع والمفاهيم الفكرية، وذلك من خلال المنهج التاريخي للأول، والمنهج التحليلي النقدي للأخير، ثم المنهج المقارن للربط والمقارنة. وتبين من البحث أن الصحيح تحديد زمن نشأة الدولة الحديثة بالحقبة المبكرة من العصر الحديث ما بين 1500م و 1800م، على اختلاف الرأي في ذلك. ومع تراجع سلطة الكنيسة الكاثوليكية الزمنية عبر عدة قرون وتسارع أفولها بعد حدث الإصلاح البروتستانتي، قويت سلطة الملوك والأمراء وبدأ مفهوم السيادة يرتبط بالحاكم الزمني. ويبدو أن الاستبداد والحكم المطلق الذي هيمن على القرن السابع عشر في أوروبا، إضافة إلى كثرة الحروب، كل ذلك أدى إلى تعزيز مركزية الدول آنذاك من خلال تحسين البيروقراطية الإدارية، ووسائل التواصل والرقابة، وزيادة قدرات
الجيوش ودخلها، وكل ذلك شكل جوهر الدولة الحديثة. ومن خلال حقبة التنوير وإصلاحاتها، وتطور مفاهيم الحرية وحقوق الفرد، والسيادة الشعبية، ومحاسبة السلطة وغيرها، ثم ترجمة بعض تلك المفاهيم إلى الواقع في الثورتين الفرنسية والأمريكية، كانت الدولة الأوربية قد تطورت سياسياً وإداراياً بشكل لا يمكن الرجوع عنه. ومع دخول القرن التاسع عشر، خاضت العديد من الدول الأوربية مخاض كتابة دستور الدولة وتطبيقه إلى أن تحولت أوروبا بأكملها إلى الحكم الدستوري، خلا روسيا. وخلافاً للرأي القائل بأن تطور الدولة الحديثة واختفاء الأشكال السياسية الأخرى كان أمراً متوقعاً بل وغائياً، تبين أن الأمر ليس كذلك، بل كان نتيجة لعوامل كثيرة؛ ومصير الدولة الحديثة مستقبلاً كذلك مرتبط بعوامل مختلفة تشبه تلك في الماضي كثرةً وتعقيداً.
Actions (login required)
|
View Item |