السبت 24 رجب 1443 - 26 فبراير 2022

إسرائيل شاحاك وأخلاق اليهود

السبت 24 رجب 1443 - 26 فبراير 2022 7 بشار بكور
إسرائيل شاحاك وأخلاق اليهود

إسرائيل شاحاك Israel Shahak يهوديّ إسرائيليّ، وناقدٌ صريح ومباشر لدولة إسرائيل، وناشط في حقوق الإنسان. بدأت نشاطاتُه السياسية في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، على خلفية قصة مثيرة شهدها بنفسه. يذكر في الفصل الأوّل من كتابه "التاريخ اليهوديّ، الدين اليهوديّ" [ص 1] أن يهوديّاً يمينيّاً متطرّفاً، لم يَسْمَحْ أن يُستَعمَل هاتفُه للاتصال بالإسعاف، من أجل إنقاذ شخص غير يهوديّ، يعيش في الجوار، قد سقط مغشياً عليه. وكان حينها يومَ السبت. يقول شاحاك: بدلاً من نشر الحادثة في الصحف، طلبتُ عقْدَ اجتماع مع أعضاء المحكمة اليهود، في القدس، وهي مؤلفة من حاخامات عينتهم دولةُ إسرائيل. سألت الحاخامات عن موافقة مثل هذا العمل لتفسيراتهم للدين اليهوديّ. فأجابوا بأن تصرَّفَ اليهوديّ هذا سليمٌ تماماً، وأيدوا فعله بالرجوع إلى كتاب موثوق عن قوانين التلمود. يقول شاحاك: فقررت أن أنشر الخبر في صحيفة هآرتز، فجرَّ الخبرُ فضيحةً إعلامية.

من كتب شاحاك "الأصوليّةُ اليهوديّة في إسرائيل" (بالاشتراك مع نورتن مزفنزكي)، و" الأسرار المفضوحة: النوويّ الإسرائيليّ والسياسات الخارجيّة." توفي عام 2001.

تتناول هذه المقالةُ أخلاق اليهود ومواقفهم تجاه البشرية، أشار إليها شاحاك في كتابه "التّاريخ اليهوديّ، الدّين اليهوديّ: ثِقَلُ ثلاثة آلاف عام"

Jewish History, Jewish Religion:The Weight of three thousand years. (Pluto Press)

طبع الكتاب أول مرة عام 1994، ثم أعيد طبعه في 1997، ثم في 2002.

وهو مؤلف من ستة فصول:

الفصل الأول: اليوتوبيا[المدينة الفاضلة] المغلقة.

الفصل الثاني: التحيّز والمراوغة.

الفصل الثالث: الأورثوذكسية والتأويل.

الفصل الرابع: ثقل التاريخ.

الفصل الخامس: القوانين ضدّ من ليسوا يهوداً.

الفصل السادس: العواقب السياسية.

في الفصل الخامس،وتمتد صفحاته من 75 حتى 98، يحدثنا شاحاك حديثاً، ليس بالسرّ، حديثاً مثيراً وشائقاً، عن أخلاق ومواقف بني جلدته اليهود، من سائر البشر. والمعلومات التي يشير إليها شاحاك في هذا الفصل استقاها من كتب (مدوّنات) صنفها علماء يهود، تمّ فيها تقنينُ وتصنيفُ أحكامِ التلمود، وهذه الكتب تحظى بسلطة عظيمة، وتعكس بأمانة معنى النص التلموديّ؛ والزياداتُ التي قام بها علماؤهم مبنية على هذا المعنى. من هذه المصنفات، كتاب Mishneh Torah لموسى بن ميمون (Moses Maimonides)، وShulhan ‘Arukh ليوسف كارو (Yosef Karo)، والموسوعة التلمودية Talmudic Encyclopedia.

القتل والإبادة

وفقاً للدين اليهوديّ، يعد جريمةً كبرى أن يقتل اليهوديّ أخاه في الدين، وإذا وقعت هذه الجريمة فهي خطيئة ضد ما يسميه قانون التلمود "قوانين السماء" وسوف يعاقب الفاعل من قبل الرب لا الإنسان.

أما قتل اليهوديّ لـ"غير اليهوديّ" (Gentile) فهو خطيئة فقط لا ترقى إلى أن تكون ضدّ قوانين السماء. أما التّسبّب غير المباشر بقتل غير اليهوديّ فلا يعدّ خطيئة أبداً. لكن بعض الشروح المهمة لـ Shulhan ‘Arukh تبين حرمة القتل غير المباشر لغير اليهوديّ إذا أدّى هذا إلى نشر الكراهية ضد اليهود.

الشخص غير اليهوديّ إذا قام بجريمة القتل تحت سلطة يهوديّة يجب أن يعدَم، سواء كان المقتول يهوديّاً أم لا. لكن لو كان المقتول شخصاً غير يهوديّ وتحوّل القاتل إلى الدّين اليهوديّ، فإنه لا يعاقب.

أثناء الحروب، كل مَن ليسوا يهوداً، وبينهم وبين اليهود عداوةٌ، فمن الممكن قتلُهم. ومنذ 1973 أُذيع هذا الاعتقاد بصورة عامة من أجل الجنود الإسرائيليين المتديّنين. وهو موجود في كتيّب نشرته قيادةُ الإقليم المركزية (Central Region Command) للجيش الإسرائيليّ، الذي تشتمل منطقته على الضفة الغربية. ورد في الكتيب ما يأتي:

” عندما تصادف قوّاتُنا مدنيّين خلال الحرب، أو في مطاردة حامية، أو في إغارة، طالما أنه ليس ثمت يقينٌ من أن هؤلاء المدنيّين غيرُ قادرين على إلحاق الأذى بقوّاتنا، إذن ووفقاً للنظام القانونيّ اليهوديّ الكلاسيكيّ، المسمى Halakhah ربما –بل حتى- يجب قتلهم... تحت أي ظرف، لا ينبغي أن يوثَق بالعربي، حتى لو بدا أنه متمدّن... في الحرب، عندما تهاجم قوّاتُنا العدو، يُسمَح لهم، بل يجب عليهم وفقاً للنظام القانونيّ اليهوديّ الكلاسيكيّ أن يقتلوا حتى المدنيين الطيبين، أي: المدنيين الذين يبدوا من ظاهرهم أنهم طيّبون.“

إنقاذ الحياة

وفقاً للنظام القانوني اليهوديّ الكلاسيكيّ، واجبُ إنقاذ حياة اليهوديّ أمرٌ ذو أهمية كبرى. أما غير اليهود فالمبدأ الأساسي الذي ينص عليه التلمود هو أن حياتهم يجب ألا يتم إنقاذها، مع أنه من المحرَّم أيضاً أن يتمّ قتْلُهم بصورة صريحة. ويبين موسى بن ميمون:

” فيما يتعلق بغير اليهود الذين لسنا في حربٍ معهم... فلا ينبغي أن يُتَسبَّبَ في قتلهم. لكنه من المحرَّم إنقاذُهم إذا كانوا على وشْك الموت؛ على سبيل المثال، إذا رُئي واحدٌ منهم غارقاً في البحر، فلا ينبغي إنقاذُه، لأنه مكتوبٌ: ’ولا أن تقف ضدَّ دم أخيك‘ لكن غير اليهوديّ ليس أخاك.“

ومن الواجب على الطبيب اليهوديّ ألا يعالج المريض غير اليهوديّ، ولو بأجر. أما إذا أدى رَفْضُ الطبيب للمعالجة إلى خطر على حياته فلا بأس بالمعالجة. العمل يوم السبت محرم، كما هو معروف. لكن هذه الحرمة سرعان ما تصبح واجباً إذا تعلق الشأنُ بإنقاذ حياة شخص يهوديّ. أما الآخرون فلا يجوز القيام بأي عمل لإنقاذهم، اللهم إلا إذا خشي اليهوديُّ على نفسه من جرّ العداوة والبغضاء، إذا لم ينقذ، عندئذ يجوز له مدّ يد العون.

الجرائم الجنسية

الزنا بين امرأة يهوديّة متزوجة، وشخص آخر جريمةٌ تستأهل عقوبةَ الإعدام. التلمود يساوي خطيئة زنا اليهوديّ بامرأة غير يهوديّة، بخطيئة ممارسة الفاحشة مع الحيوانات.

إذا وقعت هذه الخطيئة فإن اليهوديّ لا يستحق الإعدام، بخلاف المرأة. والأغرب من هذا أنه هذه المرأه- التي ليست بيهودية- تستحق الإعدامَ ولو وقع الزنا عن طريق اغتصابها من قبل اليهوديّ. ولا فرق بين أن تكون المرأة صغيرة أو كبيرة، متزوجة أم غير متزوجة. وقصارى عقاب اليهوديّ في قانونهم أن يُجلَد.

المكانة

يجب على اليهوديّ ألا يسمح لأشخاص غير يهوديّين أن تكون لهم مكانة ذات سلطة على اليهود. وفي اعتقادهم أن سائر البشر، من صفاتهم الفطريةِ الكذبُ. ولا يجوز أن يُسمَح لهم أن يشهدوا في المحاكم اليهوديّة. لكن ما ذا عن قضية، شاهدُها الوحيد شخص غير يهوديّ؟ الحلّ هو أن شخصاً يهوديّاً يسمع من هذا الشاهد ما حدث، دون أن يكون كلام الشاهد جواباً مباشراً لسؤال اليهوديّ عن القضية، لأن الشاهد- بما أنه غير يهوديّ- هو في الأصل مطبوعٌ على الكذب. أما حديثه الذي يمرّ عرضاً، أو اتفاقاً فربما يكون الشأنُ فيه مختلفاً إلى حدٍّ ما.

المال والملكية

الهدية: يحرم التلمود بصورة صريحة إعطاءَ الهدية لغير اليهوديّ. لكن السلطات اليهوديّة الكلاسيكية خففت من غُلواء هذا الحكم، وأجازت بمنح هدية للصاحب غير اليهوديّ، لا على أنها هدية بالفعل، بل على أنها نوع من الاستثمار، يعود بالفائدة والربح على اليهوديّ. أما في حال كون الشخص "غريباً" فالأمر باق على التحريم. أما الصدقات فيجوز منحها للفقير غير اليهوديّ لأجل السلام، مع التحذير من ألا يعتاد هذا الفقير على تسلّم الصدقات من اليهود.

أخذ الربا: لا بدّ لليهوديّ من أن يأخذ الفائدة الربوية من غير اليهوديّ. وهو أمر بات معروفاً عن اليهود.

المِلك المفقود: إذا وجد يهوديّ شيئاً ما، ويغلب على ظنّه أن مالكه يهوديّ، فمن واجبه أن يتحرى عنه ويبذل وسعه للعثور عليه. والأمر بالطبع على العكس تماماً إذا كان المالك غير يهوديّ، فلا يجوز له أن يردّ هذا الشيء إلى صاحبه البتة.

الخداع في العمل: لا يجوز لليهوديّ أن يمارس الاحتيال والخديعة على أخيه اليهوديّ، أما الآخرون فلا ضير بشرط أن يكون الاحتيال قد تم بصورة غير مباشرة.

السرقة والسلب: السرقة من غير عنف محرمةٌ بصرامة حتى من غير اليهوديّ. والسلب والنهب، مصحوبين العنف، محرَّمان إذا كان الضحية يهوديّاً، وغير محرمين بصورة صريحة إذا كان غيرَ يهوديّ، تحت ظروف معينة، مثل أن يكون ’الشخص خارج حكمنا.‘ وهما حلالٌ ’عندما يكون الشخص خاضعاً لحكمنا‘.

غير اليهود في أرض إسرائيل

هناك أحكام خاصة بأولئك الذين يعيشون في أرض إسرائيل. والمراد من هذه الأحكام أن تعلن السيادةَ اليهوديّة في تلك الأرض. يشير شاحاك إلى بعض هذه الأحكام:

1-يحرم على اليهوديّ بيعُ عقارٍ ما لغير اليهوديّ.

2- مسموح لغير اليهوديّ أن يستأجر منزلاً في أرض إسرائيل، بشرطين: ألا يكون بغرض السكنى. والثاني: ألا يتم استئجارُ البيوت الثلاثة-أو أكثر منها- المجاوِرة للمنزل المؤجّر.

3-الإقامة المؤقتة للوجود غير اليهوديّ يمكن أن يُسمَح بها عندما يكون اليهود في المنفى، أو عندما يكون الآخرون أقوى من اليهود. وماذا إذن عن الوجود الفلسطيني؟ إن المسألة مسألة قوة وسلطة؛ فعندما يكون لليهود القوةُ الكافية فإن من واجبهم الديني أن يطردوا الفلسطينيين.

الإساءة

في مقطع من صلاة يومية، تتلى في الصباح، كل يهوديّ متدين يمجّد الربَّ إذ لم يجعله من الجنتايل. وفي دعاء يسمى "البركاتُ الثمانيةَ عشرة" eighteen blessings هناك دعاء خاص باللعن على المسيحيين، واليهود المتحولين إلى المسيحية، واليهود الهراطقة.

وعندما يمرّ اليهوديّ المتدين بمقبرة لغير اليهود فعليه أن يلعنها، على حين يمجد الربَّ لدى مروره بمقبرة لليهود. ومن العجب أنه حتى أبنيةُ غير اليهود نالت نصيباً من حقد اليهود المكتّم. فمن الواجب على اليهوديّ، كما في التلمود، أن يسأل الرب أن يدمّر مساكن غير اليهود، لدى مروره بها، وإذا مرّ بها وهي خراب شكرَ ربَّ الانتقام.

ولا يجوز أيضاً لليهوديّ أن يمدح عملاً قام به شخص غير يهوديّ إلا إن تضمن المديحُ اليهودَ ولو بصورة غير مباشرة. بعد أن نال الكاتب اليهوديّ أكنون Agnon جائزة نوبل للآداب، أُجريتْ معه مقابلةٌ في راديو تبثه قناة يهوديّة. مدح أكنون الأكاديميةَ السويدية أثناء حديثه، لكنه استدرك قائلاً: "أنا لم أنسَ أنه من المحرَّم أن أمدح الجنتايل، لكن هناك سبباً خاصاً لمديحي." والسبب طبعاً أنهم منحوا الجائزة ليهوديّ.

مواقف تجاه المسيحية والإسلام

حديث شاحاك حول هذه المواقف مختصر كثيراً، فهو يشير إلى أن عيسى، كما في التلمود، قد أُعدم من قبل محاكمة يهوديّة صحيحة بسبب الوثنية، حيث حضّ اليهودَ على عبادة الأوثان. ويضيف بأن جميع المصادر اليهوديّة الكلاسيكية لدى ذكرها لإعدامه تبدي سعادتها لتحمل اليهود مسؤولية ما حصل له. واسم عيسى عندهم رمز لكل ما هو خبيث وسيء. والعهد للجديد أيضاً ليس بمنأى عن كراهية اليهود، وليس مسموحاً بتلاوتها حتى في المدارس اليهوديّة الإسرائيلية الحديثة.

ويضيف شاحاك أن صورة الإسلام لدى اليهود ألطف نسبياً من صورة المسيحية. ولقب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندهم هو "الرجل المجنون" والإسلام ليس ديناً وثنياً، كما المسيحيةُ.

هذا زبدة ما اطلعنا عليه إسرائيل شاحاك عن الأخلاق اليهودية، وهو، أظنّ ظناً يدنو من اليقين، غيض من فيض، وقليل من كثير. جال في خاطري الصورة المشرقة لأخلاقنا وآدابنا الباسقة التي ربينا عليها، وقرأناها في تراثنا المشرق. أنى لي أن أقارن ما قرأناه للتوّ عن اليهود بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناسُ ألا إن ربَّكم واحدٌ وإن أباكم واحد، ألا لا فضلَ لعربيّ على أعجميّ، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمرَ على أسود، ولا أسودَ على أحمر إلا بالتقوى). [مسند أحمد رقم 22391]. وبوصيته للمجاهدين: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ...[صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير: باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها، رقم 1731]. وبقوله لهم أيضاً: ((انطلقوا باسم الله، وبالله، وفي سبيل الله، تقاتلون من كَفر بالله، أَبعثُكم على أن لا تغلّوا، ولا تَجْبُنوا، ولا تُمثِّلوا، ولا تقتلوا وليداً، ولا تحرقوا كنيسةً، ولا تعقروا نخلاً)). [المصنف، لعبد الرزاق (9430) 5/220، وانظر كنز العمال 4/ 478، رقم 11425]. وفي عدة أحاديث كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل النساء، غير المحاربات. مرّ يومَ حنين بامرأة مقتولة، فقال: ألم أنهَ عن هذا؟ فقال رجل: أردفتها، فأرادت أن تقتلني، فقتلتها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفنها.[المصنف لعبد الرزاق 5/ 202، رقم 9383 ].

وبوصية سيدنا أبي بكر الصديق لأسامة بن زيد رضي الله عنهما وجيشه: ((يا أيها الناس, قفوا أوصِكم بعشرٍ فاحفظوها عنِّي: لا تخونوا ولا تغلّوا, ولا تغدروا، ولا تمثلّوا, ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا, ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه, ولا تقطعوا شجرةً مثمرة, ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلةٍ, وسوف تمرُّون بأقوام قد فرَّغوا أنفسهم في الصوامع, فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له)).[ تاريخ الرسل والملوك، للطبري 3/609، وكنز العمال 4/472 ـ473.]

كيف لي، لا بل هل يحق لي أن أوازن بين أن تلعن إنساناً أو تسبّه، إذا مرّ بك، وبين أن تقف احتراماً له، ولو كان ميتاً؟ مَرَّتْ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم جَنَازَةٌ، فَقَامَ، فقيل له: إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِي. فَقَالَ: أَلَيْسَت نَفْساً. [أخرجه البخاري: كتاب الجنائز ـ باب من قام لجنازة يهوديّ رقم 1312].

هذه هي أخلاقنا وهذه هي أخلاقهم

ملَكْنا فكانَ العفوُ منَّا سَجِيّةً= فلمّا مَلَكْتم سَالَ بالدّم أَبْطحُ

فحَسْبكمُ هذا الّتفاوتُ بينَنَا= فكلُّ إناءٍ بالذي فيه يَنْضَحُ

شاركنا بتعليق

  


    لا يوجد تعليقات

اقرأ ايضا