توظيف الشابكة في تعليم العربية للناطقين بغيرها في ماليزيا
نحو 70% من الشعب الماليزي ينفذون إلى الشابكة يوميًّا، وهي سابع أعلى نسبة في آسيا كلها، مما يجعل ماليزيا قادرة على توظيف التعليم الشابكي؛ لتوسيع دائرة التعليم عالي الجودة، وتحسين جودة التعليم والتعلُّم، وتقليص كلفة توصيل العلم، وتقديم الخبرات المحلية للعالم أجمع، وهذا يفترض أن توظيف الشابكة في تعليم العربية للناطقين بغيرها في ماليزيا؛ ينسجم مع التعليم التقليدي.
وأهمية الشابكة من حيث إنها تُوفِّر لمتعلِّم العربية جمعًا من الفوائد؛ أبرزها:
- التعليم التجريبيّ؛ إذ لا يتعلَّم الطالب نظريًّا فقط، وإنما يُجرِّب ويُطبِّق، فيتكوَّن لديه الإبداع، ولو إلكترونيًّا، لكنَّه يمرُّ بخطوات التعلُّم، ويكتشف الجديد في كل خطوة، مما يُؤدِّي بهذه التجربة إلى أن ترسخ في الذهن.
- الدافعية؛ ففي التعلُّم من خلال الشابكةِ شيء من التقدُّم؛ لذا يُفضِّله الطلبة على التعلُّم من الموادِّ الورقية، وفيه تزداد الدافعية، وبخاصة إذا أُضيفت إليه نشاطات تُعين على استقلال الطلبة بأنفسهم.
- الفردية والانعزالية؛ يُمكن للطالب الخجول أو الانطوائي أن يستفيد من التعليم الشابكي بمفرده، فلا يكون للتأثير السلبي في الصف انعكاس على تعلُّمه.
- لا اعتماد على مصدر واحد للمعلومة؛ إذ يُمكن للطالب أن يتنقَّل في المواقع الإلكترونية باحثًا عن مصادر أخرى تفيده.
- أن اللغات تُدرس من خلال السياق الثقافي؛ ففي هذا العالم الذي نستخدم فيه الشابكة يُمكن للطالب أن يدخل إلى مواقع اللغة المدروسة، ويطَّلع على الثقافة، ويألفها، ويمكن أن يتواصل مع مختلف العلماء والزملاء في أرجاء العالم.
وبهديٍ من هذه الفوائد وغيرها أمكن إطلاق مواقع وتطبيقات تسعى إلى سدِّ الخلل عند المتخصصين وغيرهم من خلال تزويدهم بالموادِّ المرئية والمسموعة في حُلَّة تقنية عصرية، وبطريقة سلسة لم تُتَح للمتعلمين من قبلُ، ويُذكر في هذا المجال من المواقع موقع مؤسسة “بالعربية”، ومنصة “تعلَّم العربية” على موقع “الجزيرة.نت”، ومن التطبيقات تطبيق “ديوان الشعر الإلكتروني” (E-Diwan) الذي أطلقه جمعٌ من الباحثين في الجامعة الإسلامية العالمية ماليزيا.
—————————————–
د. أدهم محمد علي حموية
باحث سوري
متخصص في الدراسات اللغوية العربية