أستاذ مشارك في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

Email: nikman@iium.edu.my
المعلم الذي أحبّه

من المواد المحبَّبة لي بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا مادة "مبادئ تعليم اللغات الأجنبية" التي درّستُها لطلبة الليسانس في اللغة العربية وآدابها. ومن أعمال الفصل أو المشاريع العلمية القصيرة  أن يكلَّف الطلبة بكتابة مقالة وصفية ل"معلم تحبه" أو "مادة تحبها". إليكم عزيزي القارئ مقالة نموذجية من تلك الأعمال للطالبة علياء حسن الدين بكري رشيد عن "المعلم الذي أحبّه".

(( الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

وبعد..

المعلم هو منبع العلم والمعرفة، منه نتعلم الكثير عن الحياة ومنه أيضا نتعلم التجارب التي عاشها من قبل، فلذلك قد حثَّنا دينُنا الإسلامي على طاعة المعلم واحترامه وتقديره على الجهود التي يقدمها لنا في سبيل إيصال العلم والمعرفة.

ولا يقتصر مفهوم المعلم على الشخص الذي يقوم بالتعليم في المدارس وإنما يشمل ذلك الوالدين، ومن هو أكبر منّا سناً وأوسع علماً، فقد يكون الجدّ معلما، و قد يكون الأخ الكبير معلماً أيضاً، و من هنا يتبين لنا أن مفهوم المعلم واسع وشامل يتضمن تحته معاني كثيرة، فكل قدوةٍ هو معلم وليس كل معلمٍ قدوة، فالمعلم الجيد فقط هو القدوة التي يجب علينا الاقتداء بها، واقتداؤنا به يعني اتباعه في القيام بالأمور الجيدة والحسنة التي يقوم بها وتجنب اتباعه في القيام بالأمور الغير جيدة، فلهذا يجب على كل معلمٍ أن يكون حريصاً في أفعاله، لأنه سيكون القدوة التي يتبعها الطلبة وسيكون المثال الذي يُحتذى به.

وفضائل المعلم وحقوقه كثيرة ولن نستطيع أن نحصيها في عدد من الصفحات، لما له من منزلةٍ عظيمةٍ في الدنيا والآخرة، فلذلك سأكتفي بالحديث عن المعلم الذي أحببته والذي تعلمت منه المعنى الحقيقي في إيصال العلم، ولهذا المعلم منزلة عزيزة في قلبي لأنه جسّد لي معنى التعلّم والتعليم، وقد بنى في نفسي آمالاً كثيرةً للمستقبل، فهو نِعم المعلم الذي يجب الاقتداء به وخاصةً في زمننا المعاصر، لما له من خبرات وتجارب عديدة في حياته العلمية التي نستطيع من خلالها أن نتعلم الأخطاء التي يجب الحذر من الوقوع فيها والتخطيط لأن نكون أفضل في المستقبل.

ولما يتصف به من خصال المعلم الجيد الذي يجدر بنا الاحتذاء به، ولهذا سأكشف في صفحاتي عن حقيقة هذا المعلم والأسباب التي أدت بي إلى محبته و الإعجاب به، فهو خير معلمٍ قد عاشرته على الإطلاق.

 

أولاً: من هو هذا المعلم الذي أحببته؟ و ما هي المميزات التي ميزته عن غيره من المعلمين؟

في الحقيقة هو معلمي في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، وهو معلم في اللغة العربية ولكن للأسف الشديد لا أعرف عنه الكثير، ما أعرفه عنه فقط علمه الواسع في اللغة العربية وشدة ذكائه وقوة ملاحظته وما يتصف به من صفات المعلم الجيد. فهو يمدنا من علمه ليس عن طريق إلقاء المحاضرة فقط، بل يتعدى ذلك إلى مشاركته لنا بعرض التجارب التي عايشها من قبل، ويوضح لنا المشاكل التي واجهها وكيفية معالجته لها، وذلك بهدف إعطاء العظة والعبرة لنا لكي نحتذي به ولا نقع في المشاكل التي وقع فيها من قبل.

وفي كل محاضرةٍ له يعطينا علماً جديداً نستفيد منه، مهما كانت المعلومات قليلة ولكنها غنية بالمعاني العظيمة، ففي كلامه حكمة، وفي نظرته أمل، وفي أفعاله خير عمل، فهو معلم بكل معنى الكلمة فطريقته في إيصال المعلومات تثير في دافعنا الإحساس بالتشويق، ودائماً يشعرنا بأهمية العلم والتعليم، وأنهما كلمتان مترادفتان في المعنى، متساويتان في القيمة فكلاهما مهمان في طلب العلم.

فما أعظم هذا المعلم الذي أيقظ في نفسي قيمة العلم في هذه الحياة، فهذا معلم ليس له مثيل، فبالنسبة لي هو معلمي وناصحي وأبي في نفس الوقت، لاتصافه بصفات عديدة ففيه مهارة المعلم، وفيه حكمة الناصح، وفيه حنان الأب الذي يهدف لأن نكون الأفضل في المستقبل، فثقافته واسعة، وأخلاقه عالية، وشخصيته قوية، وهو قادر على التعامل مع جميع مستويات الطلبة  بمختلف الأعمار لما يملكه من مهارةٍ في التواصل مع الآخرين.

فثقافته لا تقتصر على العلوم العربية فقط، ولكن تتعدى ثقافته إلى معرفته بالعلوم الأخرى منها العلوم الإسلامية، والاجتماعية، والعلمية، واللغة الإنجليزية وغيرها من العلوم التي لم يكشف لنا عنها، مع أنه لغته الأم ليست اللغة العربية ولكنه قادر على التكلم باللغة العربية بفصاحةٍ شديدة، فكأنه قد عاش في الوطن العربي منذ الصغر، وهذا ما دعاني إلى الإعجاب به كمعلمي.

 

ثانياً: الأهداف التي يهدف إليها المعلم

فمن خلال معاشرتي لهذا المعلم فقد استنتجت أهم النقاط التي يجب على كل طالب علمٍ معرفتها عن المعلم لكي يكون مدركاً عن الصعوبات التي يواجهها المعلم في إيصال العلم، فطلب العلم لا يعني الأخذ فقط من المعلم بل يتعدى ذلك إلى مناقشة المعلم عن المعلومات الغير واضحة، وهذا يعني أن المعلم سيبذل كل جهده للإجابة عن الأسئلة التي يطرحها طلابه، وذلك إما أن يكون السؤال متصلاً بالموضوع الذي ألقاه المعلم أو أنه خارج عن الموضوع نفسه، فأحياناً يجد المعلم صعوبة في الإجابة عن أسئلة طلابه لعدة أسباب منها عدم فهمه للسؤال أو عدم توفر الوقت الكافي للإجابة عن أسئلتهم.

فبالحديث عن معلمي فأنا أرى أنه يبذل أقصى ما في وسعه لإيصال المعلومة المناسبة والمفيدة لكي نتلقاها ونفهمها بسهولةٍ ويسر، فهو كالشمس التي تحرق نفسها لتنير لنا الأرض، وهو كالمطر الذي يسقي الأرض لتُنبت ما فيها من الخيرات. وعلم المعلم كالنهر الجاري الذي يستقي منه الناس فيروون به عطشهم، ففضائل هذا المعلم كثيرة وعديدة، فهو المربي الذي ينتج أجيالاً عظيمة لتفيد الفرد و المجتمع.

فهذا هو معلمي الذي أفتخر بأن أكون إحدى طالباته، وهو الذي أعتز برفقته لنا في سبيل إعطائنا المفيد رغم انشغاله بالعديد من المسؤليات بصفته أستاذا وإداريا في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ولكنه يبذل أقصى طاقاته في إعطائنا الأفضل. فهدفه من تعليمنا هو استفادتنا مما يسقينا من علومٍ و معارف في سبيل تحقيق معنى التعلم الحقيقي، وأن نصبح أشخاصاً مهمين في المستقبل بإذن الواحد القهار.

فأهدافه سامية، وعلومه شاملة، وآماله عالية، فلهذا أنا أحب معلمي، معلم اللغة العربية، الأستاذ الدكتور عبد الرحمن شيك، وهو أعظم مثالٍ للمعلم الجيد الذي يجدر لنا الاحتذاء به.

 

الـخلاصة:

لقد كشفت في صفحاتي القليل فقط عن هوية المعلم الذي أحبه، وعن المميزات التي يمتاز بها حتى جعلته الأفضل في نظري، و لكن مهما كتبت من كلماتٍ و عباراتٍ إلى أن يجف حبر قلمي من كثرة الكتابة فهذا لن يوفٍّ حقه، بل هناك المزيد من الصفات الحميدة التي لم أوردها في صفحاتي.

ولكني أردت الكتابة عن أهم ما جذبني في جعله أفضل معلمٍ قابلته خلال مسيرتي التعليمية، وإني لأرجو أن أصبح مثله وأحذو خطواته في سبيل إيصال العلم للناس، لأن المعلم هو عالم، والعلماء لهم منزلة كبيرة وأجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.

فإليك يا معلمي الدكتور عبد الرحمن شيك، أقدم كل معاني التقدير والاحترام لما تبذله من جهودٍ فعالة في سبيل تحقيق الخير لنا وللأمة الإسلامية أجمعها.

أعلم أن كلماتي البسيطة لن تكفي لتكون جزاءً لجهودك وكرمك في إعطائنا الأفضل، ولكن ربما بهذه الكلمات التي سأوردها ستكون إنشاء الله دليلاً على محبتي واحترامي وتقديري لك يا معلمي..

(قُمْ لـلمـعـلم وفّه الــتـبجـيلا      كـاد المعلم أن يـكون رسولا)

وأرجو من الله دائماً أن يوفقنا ويهدينا إلى طريق الحق والصواب. والله الموفق.))



1
قم للمعلم
ابن الجزائر
brahimtamelaht@yahoo.fr
لا ارى في خطوطك ما يفيد خسارة ان نكتب ولاتنقصد من وراء كتابتنا اهدافا تعلم ثم علم
July 11, 2011 8:20 AM


2
مادح نفسه كذاب
مسافر
aswar1919@yahoo.com
لم يقل لناالذي مدح نفسه من هوالقدوة؟فالمعلم الأول والقدوةالأولىالذي صنع جيلا هوالرسول ص ومن بعده عمربن الخطاب ومدينةالعلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فهذاالدكتورعبدالرحمن يبدوأنه توظف بالواسطةوغير مصدق أنه محاضرولكن لابأس فهو محاصر إلى أعاجم أوأعارب يريدون شهادة فقط وإلا هل يجرؤ هذا أوغيره عن الحديث عن اللغةالعربيةوتخريج الفطاحل لقد تخصصت قي قسم اللغة دكتوراه أداب مقارن ودكتوراة ثانية قانون دولي وأناوالعياذ بالله من كلمةأنا أحمل شهادتي ماجستير بالإضافة للدكتوراة مرتين ولاأمدح نفسي رغم أنني أشرف على شهادات الدكتوراةوالماجستيروإنني ضليع جدافي تحقيق المخطوطات وإنني أتحدى كثير من الدكاترة والأستاذةأن يذكروا لي ما هي مبادئ تحقيق المخطوطات؟ أو كم إعرابا للبسمله أناأعرف لها13 إعراباالمهم بلا شك أن هناك من هو أعلم مني وربى أجيالا أكثر مني ولاأدعي أنني المثال أو القدوة مع أنني درست في أفريقيا وماليزيا جامعة الشيخ عبدالرحمن (الإسلامية) والجامعة الليبية وجامعة الرياض والآن أدرس في جامعة بلد بريت فرع من جامعة ايرلندا البرنامج المشترك ولكن فوق كل ذي علم عليم والله يا شيخ لو انك تدرس طلاب عرب في جامعة الفاتح الليبية أو جامعات العراق أيام صدام أو جامعة دمشق لما وصلت أن تكون طالبا في فسم غير الناطقين بهاتواضع ياشيخ احسن لك وللعم وقدأوصيت نفسي أولا؟
July 11, 2011 9:49 AM

تصميم عرب تايمز .... جميع الحقوق محفوظة
المقالات المنشورة ارسلت الى عرب تايمز من قبل الكاتب وهي تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي عرب تايمز