إنه
من الضرورة أن تلقى الأضواء على دراسات سابقة عن خصائص معلمي اللغة
العربية للناطقين بغيرها و مواصفاتهم ، لتكون منارات يهتدى بها في تحديد
الخصائص العامة والمواصفات الخاصة لكل من يمارس أو ينوي أن يباشر مهنة
تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. يركز المبحث على ثلاثة أصناف من
الدراسات: أولا دراسة برامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها
باعتبارها مركز إعداد وتدريب معلمين مؤهلين. ثانيا دراسة عن مواصفات معلم
القرن الحادي والعشرين. ثالثا دراسة مواصفات خاصة بمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها.
أولا- برامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها
تناول عمر الصديق عبد الله (دراسة
لمحاولات تطوير برامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين باللغات الأخرى،
العربية للناطقين بغيرها، السنة الثالثة، العدد الثالث، يناير 2006،
ص161-196.) في دراسته محاولات عدة لتطوير برامج إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين باللغات الأخرى. وتمثل هذه
المحاولات جهودا علمية في تطوير البرامج لتضمن فعالية أداء معلمي اللغة
العربية للناطقين بغيرها. من هذه الدراسات: ملاحظات حول الجانب اللغوي من
إعداد معلم العربية (صالح جواد الطعمة، 1978م)، وتقويم برامج إعداد معلمي
اللغة العربية لغير الناطقين بها (علي أحمد مدكور، 1985)، وإعداد معلم
اللغة العربية للناطقين بغيرها في أمريكا نموذج مقترح (تاج السر حمزة
الريح، 1994)، وتوظيف التقنيات الحديثة (الحاسب الآلي) في إعداد المعلم
وتدريبه (سليم خالدية، 1994)، والكفايات التربوية اللازمة لمعلم العربية
كلغة ثانية (رشدي أحمد طعيمة، 1999)، والإعداد اللغوي لمعلم اللغة العربية
للناطقين بغيرها (يوسف الخليفة أبو بكر، 2000)، والإعداد المهني لمعلمي
اللغة العربية للناطقين باللغات الأخرى (محمود إسماعيل صالح، 2000).
وذكر الكاتب النتائج والتوصيات التي توصلت إليها تلك الدراسات ومن أهمها:
1- عدم التوازن بين جوانب الإعداد المختلفة، فغالبا ما نجد طغيان الجانبين اللغوي والمهني على الجانب الثقافي.
2- غزارة
الدراسات اللغوية المتخصصة والمواد النظرية في معظم البرامج، وعدم التركيز
على الجوانب العملية التي هي الهدف الأصلي في تدريب المعلم على تعليم
اللغة العربية.
3- ينبغي أن توظف الأساليب الحديثة في تكنولوجيا التعليم وذلك عند إعداد أو تدريب معلمي اللغة العربية بوصفها لغة ثانية.
ثانيا- مواصفات معلم القرن الحادي والعشرين
اقترح عبد القوي سالم الزبيدي وعلي مهدي كاظم (خصائص
معلم المستقبل: أنموذج مقترح للخصائص الشخصية والمهنية، مجلة جامعة دمشق
للعلوم التربوية، المجلد 22، العدد الأول، 2006، ص231-258.) في
دراستهما نموذجا للخصائص الشخصية والمهنية لمعلم المستقبل. وتنطلق هذه
الدراسة للخصائص من أن التغيرات السريعة التي شهدها ولا يزال يشهدها العالم
في مجال الاتصالات، وتقنيات التعليم، أدت إلى تغيير في النظرة إلى العوامل
المسؤولة عن سلوك الفرد؛ مما أرغمت الأفراد على تكييف سلوكهم من أجل
التوافق مع تلك التغيرات. والمعلم بسبب كونه صمام أمان العملية التعليمية،
ومدير العملية التعليمية في الصف، هو أكثر أفراد المجتمع حاجة لامتلاك
الخصائص النفسية الملائمة لتلك التغيرات. واقترح خصائص معلم المستقبل على
قسمين: الخصائص الشخصية والخصائص المهنية. فالخصائص الشخصية تشمل: 1- الاعتقاد المرتفع بالكفاية الذاتية (Teacher Efficacy)، 2- العزو الداخلي للسلوك (Attribution)، 3- تعلم ذاتي التنظيم (Self-Regulated Learning)، 4- الدافعية الذاتية (Intrinsic Motivation)، 5- توقعات إيجابية عن الطلبة (Positive Expectances)، 6- اتجاهات إيجابية نحو المهنة (Attitude Towards Teaching Profession)، 7- مهارات التعامل مع الآخرين (Interrelationship)، 8- قوة الإرادة (Will Power)، 9- المرونة والابتكار (Creativity & Flexibility). وأما الخصائص المهنية فهي: 1- ثقافة حاسوبية (Computer Literacy)، 2- العمل في فريق (Teamwork)، 3- البحث عن المعلومات (Information Seeking)، 4- التواصل الكتابي (Written Communication)، 5- النمو المهني (Professional Development)، 6- المعرفة الإجرائية (Procedural Knowledge)، 7- خبرات تعليمية متنوعة (Experiences and Activities)، 8- مهارة استخدام التقويم البديل (Portfolio Assessment)، 9- مهارة البحث العلمي (Research skills).
ثالثا- مواصفات معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها
1- مهدي العش (معايير
مهنية لمدرسي العربية كلغة أجنبية، المؤتمر الدولي الأول لتعليم العربية
لغير الناطقين بها، مركز تعليم اللغة العربية، معهد تعليم اللغات، جامعة
دمشق، 27-29 مايو 2004، ص11-23.) قد أتى بمشروع وضع وثيقة حول المعايير المهنية لمدرسي اللغة العربية بوصفها لغة أجنبية في أمريكا. وهذا يعود إلى عدة أسباب أهمها
جعل العربية كميثلاتها من اللغات الأجنبية والمهن الأخرى تحكم أعضاءها
معايير ثابتة بحيث تضفي على تعليم العربية صبغة احترافية. ثانيا استخدام
المعايير أساسا لبرامج التأهيل المهني. ثالثا تحديد القاعدة المعرفية
والمهارات اللازمة لتدريس العربية بنجاح على المستويين المدرسي والجامعي.
تقدم المعايير مجموعة من التوصيات والمبادئ التربوية العامة وهيكلا لما
يتصور أنه يشكل قاعدة معرفية كافية ومهارات تدريسية تؤهل المعلم للتدريس
بفعالية. تشتمل هذه القاعدة على علوم اللغة واللسانيات وأصول التدريس
والثقافة العربية ونماذج من الأدب العربي الحديث. وتضم الوثيقة أيضا خلاصة
للشروط اللازمة للوصول إلى المستوى الاحترافي في تعليم العربية بوصفها لغة
أجنبية. المعايير مصممة لتلبي حاجة المدرس العربي الأصل المتعلم والأمريكي
الذي وصل إلى المستوى المتقدم على الأقل، وقد يكون ممارسا أو ينوي ممارسة
هذه المهنة بدءا من مستوى ما قبل المدرسة وانتهاء بالمستوى الجامعي. تنقسم
المعايير عددها 60 معيارا إلى فئات: المعرفة المهنية (7 معايير)، والنظريات
النفسية والذهنية (11 معيارا)، والثقافة (6 معايير)، والتعليم وتصميم
المناهج (16 معيارا)، والاختبار والتقويم (10 معايير)، والتنمية المهنية
(10 معايير).
2- أجرى أحمد شيخ عبد السلام (مواصفات المعلم الناجح في تعليم العربية بوصفها لغة ثانية، المجلة العربية للعلوم اللغوية، معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، السودان، العدد 25، 2007.)
بحثا قيما عن مواصفات المعلم الناجح في تعليم العربية بوصفها لغة ثانية.
طبق الدراسة الميدانية على معلمي اللغة العربية بوصفها لغة ثانية في مركز
اللغات والتعليم قبل الجامعي، وشعبة لغة القرآن بالمركز الإعدادي، وقسم
اللغة العربية وآدابها بكلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، بالجامعة
الإسلامية العالمية بماليزيا. وذكر دراسات عديدة في هذا الموضوع، ومن هذه
الدراسات الأصول الحديثة لتدريس اللغة العربية والتربية الدينية (علي
الجمبلاطي وأبو الفتوح التوانسي، 1975)، وإعداد معلم اللغة العربية لغير
الناطقين بها (رجا توفيق نصر، 1980)، وملاحظات حول الجانب اللغوي من إعداد
معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها (صلاح جواد الطعمة، 1980)، وتقويم
برامج إعداد معلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها (علي أحمد مدكور،
1985)، وطرق تدريس اللغة العربية (جودت الركابي، 1986)، واللغة تدريسا
واكتسابا (محمود أحمد السيد، 1988)، وأستاذ الجامعة في الوطن العربي (حسين
سليمان قورة، 1990)، وتعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق (حسن
شحاتة، 1993)، والنظرية التكاملية في تدريس اللغات ونتائجها التعليمية
(هكتر هامرلي، 1994)، والمرشد الفني لتدريس اللغة العربية (فيصل حسين طحيمر
العلي، 1998)، والاتجاهات الحديثة في تعليم القراءة وتنمية ميولها (فايزة
السيد محمد، 2003)، والتدريس الفعال ومهاراته للمعلم المسلم في عصر العولمة
(عبد العزيز محمد هارون، 2006)،
و The good language teacher (Luke Prodromou, 1991)،
وWhat makes a good English teacher? (G. Murdoch, 1997)،
و Language teaching education (Jon Roberts, 1998).
واستخدمت
الاستبانة أداة للدراسة لمعرفة وجهات نظر أفراد العينة في مواصفات المعلم
الناجح قصد منها معرفة درجات أهميتها في تحقق نجاح المعلم في مهنته.
واستندت المواصفات المتضمنة في أداة الدراسة إلى المعايير التي وضعها علي أحمد مدكور عددها 35 معيارا، ومعايير
مردوش عددها 54 معيارا. وقد تم جمع عدد المواصفات للطرح في الاستبانة 60
مواصفة، ثم أضيفت 16 مواصفة من مقترحات العينة فصار عددها 76 مواصفة للمعلم
الناجح في تعليم العربية بوصفها لغة ثانية.
وقد
صنّف أحمد الشيخ المواصفات إلى ستة أصناف: المهنية (30 مواصفة)، النفسية
(12 مواصفة)، المعرفية (11 مواصفة)، الخلقية (11 مواصفة)، اللغوية (6
مواصفات)، الثقافية (6 مواصفات). وأكدت نتائج الدراسة أهمية هذه الأصناف
كلها، إذ شملت قائمة أهم المواصفات 17 مواصفة من الأصناف الستة على النحو
الآتي:
1. أن يحب اللغة العربية ويعتز بها، ويتأثر بحبه لها في أدائه، ويعتبرعمله رسالة حضارية. (مواصفة خلقية)
2. أن يكون معَدّا إعدادا لغويا متقنا في كل المهارات اللغوية الاتصالية الأساسية والمتقدمة، ويبذل جهودا متصلة لدعمها. (مواصفة لغوية)
3. أن تكون له معرفة بالنظم الصوتية، والتركيبية، والدلالية العربية، ومعرفة بالفنون الأدبية العربية ونماذج منها. (مواصفة معرفية)
4. أن يحرص على استخدام العربية الفصيحة في الفصول واللقاءات والأنشطة. (مواصفة لغوية)
5. أن ينطق الأصوات والمفردات والتراكيب العربية نطقا صحيحا واضحا ويقرأ ويفهم المواد العربية بسهولة.(مواصفة لغوية)
6. أن يستخدم المواد التعليمية اللغوية الأساسية والعلاجية المناسبة للدارسين. (مواصفة مهنية)
7. أن يعالج الأخطاء الشائعة في أعمال الدارسين بشكل لطيف منظم فعال. (مواصفة مهنية)
8. أن يهتم بتخطيط عمله، ويتبع خطته، ويأتي إلى الدرس وهو مستعد له. (مواصفة مهنية)
9. أن يحضر إلى الدرس في موعده، ويستثمر أوقاته استثمارا كاملا فاعلا. (مواصفة مهنية)
10.
أن يكون واسع الثقافة مطلعا على المعلومات الثقافية الضرورية لتدريس فروع اللغة العربية ومهاراتها. (مواصفة ثقافية)
11.
أن يكون مخلصا في عمله ولا يتطلع إلى منفعة مادية خاصة تعود إليه من الدارسين مقابل أدائه لمهمته. (مواصفة خلقية)
12.
أن يتصف بالأخلاق الإسلامية الطيبة في ممارسته لمهنته، ويكون قدوة حسنة للدارسين. (مواصفة خلقية)
13.
أن يشجع الدارسين على التحلي بالأخلاق الإسلامية بأحاديثه وتصرفاته. (مواصفة خلقية)
14. أن يوظف ساعات الاستشارة لمساعدة الدارسين على التغلب على مشكلاتهم في اكتساب المهارات، واقتناء معارف جديدة. (مواصفة خلقية)
15. أن يكون سهل الجانب محتكا بالدارسين، ومبديا للاهتمأن يظهر الحماس لعمله بالاهتمام بالدرس والنشاط الصفي وغير الصفي. ( مواصفة نفسية)