أستاذ مشارك في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

Email: nikman@iium.edu.my
تعليم اللغة العربية في ماليزيا

كانت المساجد مقرا دائما لتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية. وكان التعليم على شكل نظام الحلقات في المساجد وبيوت المشايخ (المعروفة بنظام "الفندق"). ونظام الحلقات  أول نظام تعليمي عرفه المسلمون في ماليزيا منذ مجيء الإسلام، حيث تم من خلاله تعليم المسلمين قراءة القرآن وأمور دينهم.

ثم استبدل بالتدريج بنظام الحلقات نظام جديد عرف بنظام المدارس الدينية العربية لكي يواكب حركة التجديد والتطوير في النظام التعليمي. يقول المؤرخ الماليزي كو كاي كيم إن أول مدرسة عربية أنشئت في شبه جزيرة الملايو (ماليزيا) هي المدرسة الحامدية في ليمبونج كافل بولاية قدح، أنشأها الحاج وان سليمان وان صديق، ثم تلتها مدارس أخرى منها: المعهد المحمدي في كلنتان (1915م)، ومدرسة الهادي في ملاقا (1915م)، ومدرسة المشهور الإسلامية في بينانج (1916م)، والمدرسة الخيرية الإسلامية في بينانج (1935م)، ومدرسة السلطان زين العابدين العربية في ترنجانو (1936م).

انتشرت المدارس الدينية العربية في جميع الولايات الماليزية معتمدة على التبرعات المالية وأموال الوقف والزكوات من المسلمين. ثم قامت مجالس الشؤون الدينية التابعة لحكومات الولايات بمسئولية الإشراف المباشر على هذه المدارس وتحمل الميزانية لها. ويبلغ عدد هذه المدارس1187 مدرســة في جميع الولايات الماليزية. تدرس اللغة العربية في هذه المدارس مادة أساسية كما أنها لغة التدريس للمواد الدينية كالقرآن والحديث والتوحيد والفقه.

          ثم بادرت وزارة التربية الماليزية بإنشاء مدارس ثانوية دينية وطنية (SMKA) في جميع أنحاء البلد في عام 1977م كما قامت بتطوير بعض المدارس الدينية التابعة لحكومات الولايات وضمّها إلى مدارس الوزارة. ويبلغ عدد المدارس الثانوية الدينية الوطنية حاليا خمس وخمسين مدرسة (55 مدرسة).  كان تعليم اللغة العربية محصورا في المرحلة التعليمية المتوسطة والمرحلة التعليمية الثانوية. أما في المرحلة التعليمية الابتدائية (مدتها ست سنوات) فلم تعلّم فيها اللغة العربية إلا عام 1999م في بعض المدارس الابتدائية المختارة، ثم صدر قرار الحكومة بتنفيذ برنامج j-QAF (الجاوي - القرآن - اللغة العربية - وفروض العين) في المدارس الابتدائية عام 2005م.

          أما عن التعليم العالي فلدى ماليزيا مؤسسات تعليمية عالية تتمثل في عشرين (20) جامعة حكومية بما فيها الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية واثنتين وثلاثين (32) جامعة خاصة منها خمسة (5) فروع من الجامعات الأجنبية بالإضافة إلى خمسمائة وثلاث وعشرين (523) كلية أهلية.

أما عن تعليم اللغة العربية في مؤسسات التعليم العالي فتوجد سبع جامعات حكومية تمنح شهادات في تخصص اللغة العربية: الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (IIUM)، والجامعة الوطنية الماليزية (UKM)، وجامعة مالايا (UM)، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية (USIM)، وجامعة بوترا الماليزية (UPM)، وجامعة سلطان إدريس للتربية (UPSI)، وجامعة السلطان زين العابدين (UNISZA).

تأسست الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 1983م بتوصية من المؤتمر العالمي الأول عن التربية الإسلامية المنعقد في مكة عام 1977م، ويشرف عليها عدد من الدول الإسلامية تشمل ماليزيا والسعودية ومصر وليبيا وباكستان وبنغلاديش وتركيا ومالديف ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وكان أول مدير للجامعة محمد عبد الرؤوف من مصر، والمدير الثاني عبد الحميد أبو سليمان من السعودية، والثالث محمد كمال حسن، والمدير الحالي سيد عربي عيديد، كلاهما من ماليزيا. ومن السياسات اللغوية في هذه الجامعة أن تكون الإنجليزية والعربية لغتين رسميتين في التدريس والبحث والإدارة، مما أدى إلى منح فرص لجميع طلاب الجامعة تعلم اللغتين لأغراض أكاديمية مع تفاوت درجات الكفاءة والإتقان باختلاف تخصصاتهم الدراسية. لذلك يكون تعليم اللغة العربية فيها إلزاميا على جميع طلابها في مختلف التخصصات (القانون، والشريعة، والاقتصاد، والمحاسبة، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسوب، ومعارف الوحي، والعلوم الإنسانية، والهندسة، والهندسة المعمارية، والعلوم، والعلوم الطبية...) تحت إشراف شعبة لغة القرآن بمركز اللغات. وأما قسم اللغة العربية وآدابها في كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، فيمنح المتخرجون منه درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وتمنح شهادة الماجستير والدكتوراه في ثلاثة تخصصات: اللغة العربية بوصفها لغة ثانية، والدراسات اللغوية، والدراسات الأدبية. وبالجامعة أيضا معهد التربية الذي يقدم برنامجا خاصا لمنح درجة الماجستير في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، بجانب تخصصات أخرى.

          وتوجد ست عشرة (16) مؤسسة تعليمية إسلامية عليا خاصة (IPTSI) (من مجموع 32 جامعة خاصة) في أنحاء ماليزيا. وتدرس اللغة العربية في هذه المؤسسات خلال برامج الدبلوم أو برامج التوأمة للشهادة الجامعية مع إحدى الجامعات الخارجية مثل الأزهر الشريف أو جامعة اليرموك.

 

 

د. عبد الرحمن شيك

أستاذ مشارك في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا


1
شكراَ جزيلا
حمزة الشرمان
مقال رائع جدا ونريد المزيد من هذة المقالات المفيدة
May 22, 2011 7:01 AM

تصميم عرب تايمز .... جميع الحقوق محفوظة
المقالات المنشورة ارسلت الى عرب تايمز من قبل الكاتب وهي تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي عرب تايمز