أستاذ مشارك في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا

Email: nikman@iium.edu.my
تفعيل مجالات الاتصال باللغة العربية في جنوب شـرق آسـيا

يقصد بمجالات الاتصال اللغوي "مجموعة الأنشطة التي يحتاج الفرد فيها لاستخدامه اللغة." (رشدي طعيمة، "تدريس اللغة العربية فى سياق إسلامي"، ورقة عمل مؤتمر بروناي (1992). ومن خلال هذه الأنشــطة يتم  استخدام الدارس اللغة العربية أثناء دراسته أو بعد انتهائه من الدراسة في حياته العملية. وتختلف هذه المجالات باختلاف البيئة المحيطة بالفرد، ومواقف الحياة التي يمر بها، وأهدافه من تعلم اللغة، ومدى إتقانه للغة.

          وقد طرح الباحث سؤالا خلال الاستبانة لمعرفة أهم مجالات الاتصال بالعربية في نظر إنسان مسلم يعيش في المجتمعات غير الناطقة بالعربية. يقول نص السؤال: "ما أهم مجالات الاتصال بالعربية لغة ثانية في حياتك كإنسان مسلم يعيش في أحد المجتمعات غير الناطقة بالعربية؟" وتم إيراد قائمة من تسعة وعشرين (29) مجالا يتوقع أن يستخدم من خلالها الدارس اللغة العربية. وأفاد الباحث مما اقترحه الدكتور رشدي أحمد طعيمة من أهم المجالات التي سجلها في بحثه والتي بلغ عددها تسعة عشر (19) مجالا.

اتضح من نتائج الاستبيان أن مجالات الاتصال بالعربية في المجتمعات الإسلامية في جنوب شرق آسيا التي نالت الموافقة بمجموع 50% وأكثر مرتبة تنازليا كالآتي:

 

مجالات الاتصال بالعربية:

1.     قراءة القرآن وحفظه.

2.     قراْءة الأحاديث النبوية.

3.     أداء الشعائر الإسلامية التي تستلزم العربية مثل الصلاة.

4.     قراءة كتب التراث الإسلامي.

5.     الاشتغال بتعليم اللغة العربية فى المدارس والمعاهد والجامعات.

6.     قراءة الكتب الإسلامية المعاصرة.

7.     التحدث بها في حصص اللغة العربية.

8.     قراءة بعض الصحف العربية التي ترد من البلاد العربية.

9.     الاستماع إلى خطبة الجمعة التي يلقى جزء منها بالعربية

10.                        التحدث مع العرب الذين يزورون هذا البلد.

11.                        أداء مناسك الحج والعمرة.

12.                        تعليم بعض المواد الدراسية بالعربية في المدارس العربية، حيث تستخدم العربية لغة تعليم وليست مجرد مادة تدريسـية.

13.                        الاستماع إلى محاضرات تلقى بالعربية في الندوات والمؤتمرات.

14.                        التحدث بها داخل الحرم المدرسي أو الجامعي.

15.                        إلقاء محاضرات بالعربية.

16.                        التحدث بها مع الأصدقاء في شئون مختلفة خارج المدرسة أو الجامعة.

17.                        كتابة المذكرات.

18.                        التحدث مع العرب عند أداء مناسك الحج والعمرة.

19.                        الاتصال مع العرب العاملين في هذا البلد.

20.                        فراءة الكتب العربية المسلية لإزاحة الفراغ.

21.                        قراءة الصحف العربية التي تصدر في هذا البلد.

22.                        الاستماع إلى برامج اللغة العربية التي تلقى بالإذاعة والتلفزيون.

23.                        كتابة المقالات.

 

وأما المجالات التي حصلت على مجموع أقل من 50% فهي كالآتي:

1.     كتابة الخطابات الرسمية أو العلمية أو التقريرات.

2.     مشاهدة الأفلام العربية التي تعرض في التلفزيون.

3.     السفر إلى العالم العربي للسياحة.

4.     كتابة الخطابات الودية.

5.     تذوق الشعر العربي وما يشيع بين أبناء هذا البلد من إنشاد ديني.

6.     إتمام أشكال التعامل التجاري مع الدول العربية.

         

          صحيح أن الغرض من تعلم العربية لدى المسلمين في جنوب شرق آسيا معرفة الإسلام ومصادره وتراثه، ولكن لا يعني هذا أنهم لا يريدون الاتصال بالعربية المعاصرة وأبنائها العرب وثقافتهم الحديثة. بل ينبغي عليهم أن يبنوا جسر الاتصال بالعالم العربي -هذا هو الواقع الراهن- بجانب تعميق الصلة بالتراث الإسلامي والعودة إلى الجذور. إن العربية ليست مثل لغات دينية أخرى ميتة وليس لها حياة في المجتمع المعاصر، وإنما العربية لغة القرآن ولغة الإسلام ولغة المحافل الدولية لها مكانتها العالية ما دام للعرب وجود في هذه الحياة.

          لذا، فإن الرصيد اللغوي الذي يجب أن يعتمد عليه واضعو المناهج ومؤلفو كتب تعليم العربية لغير الناطقين بها هو الرصيد اللغوي الذي يمكن المتعلم الاتصال بالتراث كما يمكنه في ذات الوقت من الاتصال والتعامل مع أهل اللغة المعاصرين وأن يفهم الإذاعات العربية والأفلام ذات المستوى الراقي الفصيح.

          على هذا، أوصت ندوة تطوير اللغة العربية التي عقدت في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا في الفترة 25-28 أغسطس 1990م: "التأكيد عند تعليم اللغة العربية وإعداد موادها على أهمية التوازن بين العربية باعتبارها وسيلة اتصال يستخدمها الإنسان في مواقف الحياة اليومية والعربية بوصفها لغة الدين الإسلامي."

تصميم عرب تايمز .... جميع الحقوق محفوظة
المقالات المنشورة ارسلت الى عرب تايمز من قبل الكاتب وهي تعبر عن رأي الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن رأي عرب تايمز